أشهر الخرافات الشائعة التي يصدقها الناس

ما بين الموروث الشعبي والاعتقادات المتداولة… أين تنتهي الحقيقة وتبدأ الخرافة؟

منذ فجر التاريخ، والإنسان يحاول فهم العالم من حوله، ولكن عندما تعجزه التفسيرات العلمية، تبدأ الخرافات بالتسلل إلى تفكيره وتفسير ما لا يُفسر. على الرغم من التقدم التكنولوجي والمعرفي الهائل في عصرنا الحالي، ما زالت بعض الخرافات الشائعة تلقى قبولاً واعتقادًا راسخًا لدى كثير من الناس.

فما هي أبرز هذه الخرافات؟ ولماذا لا تزال حاضرة في مجتمعاتنا حتى اليوم؟ دعونا نغوص في هذا العالم المليء بالمفاجآت.


1. فتح المقص في الليل يجلب الشؤم

ربما سمعت من جدتك أو والدتك عبارة: “لا تفتحي المقص في الليل، يجلب النحس!”.
لكن من الناحية المنطقية، لا يوجد أي رابط بين فتح أداة معدنية وأحداث سيئة. تعود هذه الخرافة إلى معتقدات قديمة تربط الأدوات الحادة بالطاقة السلبية، وربما ربطها البعض بالأرواح الشريرة.

الحقيقة العلمية:
لا توجد أي دراسة أو دليل يثبت أن فتح المقص في أي وقت من اليوم يمكن أن يؤثر على مجريات الحياة. إنه مجرد أداة!


2. القطة السوداء نذير شؤم

من الخرافات الأكثر شهرة وانتشارًا، خاصة في الثقافة الغربية، وربما انتقلت إلينا من خلال الأفلام والمسلسلات. يُقال إن عبور قطة سوداء أمامك يعني أن “سوء الحظ قادم”، ولكن من أين جاء هذا الاعتقاد؟

خلفية تاريخية:
في العصور الوسطى، ارتبطت القطط السوداء بالسحر والشعوذة، وتم اتهام النساء اللاتي يحتفظن بها بأنهن ساحرات.

الواقع:
القطة السوداء ليست سوى حيوان أليف، يحمل جينات تجعل لونه بهذا الشكل. في بعض الثقافات، كالشرق آسيوية، تعتبر القطة السوداء رمزًا للحماية والحظ الجيد.


3. ابتلاع العلكة يستغرق 7 سنوات لهضمها

كم مرة حذّرك أحدهم من ابتلاع العلكة؟ “لا تبلعها، ستبقى في معدتك سبع سنوات!”
ورغم أن هذه العبارة تتردد كثيرًا، إلا أنها بعيدة تمامًا عن الصحة.

ما الحقيقة؟
العلكة لا تُهضم، هذا صحيح. لكنها تمر عبر الجهاز الهضمي وتخرج مع الفضلات بشكل طبيعي دون أن تبقى لسنوات. الجهاز الهضمي مصمم للتعامل مع مواد أكثر تعقيدًا.


4. الحكة في اليد اليمنى تعني المال… واليسرى تعني الخسارة

من الخرافات التي تترسخ في أذهان كثيرين، خصوصًا في العالم العربي. فعندما تشعر بحكة مفاجئة في كف يدك، قد تسمع أحدهم يقول لك: “مبروك، فلوس جاية بالطريق!”

لكن، هل الجلد يرسل لنا إشارات مالية فعلًا؟

التفسير العلمي:
الحكة عادةً ما تكون نتيجة لجفاف الجلد أو رد فعل تحسسي بسيط، ولا علاقة لها بتحركات الحساب البنكي!


5. العطاس دليل على أن شخصًا يذكرك

“حدا عم يجيب سيرتي!”، جملة تقال فورًا بعد العطس. هذه من أكثر المعتقدات انتشارًا في الوطن العربي.

من أين أتت هذه الفكرة؟
في بعض الثقافات القديمة، كان يُعتقد أن العطس لحظة يكون فيها الإنسان ضعيفًا، وتكون روحه معرضة للخروج. فربطوا العطسة بوجود شخص “يذكره” أو “يحسده”.

لكن علميًا؟
العطاس هو رد فعل طبيعي من الجسم لطرد المهيجات في الأنف أو الجهاز التنفسي.


لماذا نصدق الخرافات رغم الأدلة؟

هناك عدة أسباب نفسية واجتماعية تجعل الناس يتمسكون بالخرافات:

  1. الحاجة إلى السيطرة: في عالم غير متوقع، توفر الخرافات شعورًا زائفًا بالتحكم في الأمور.
  2. الموروث الثقافي: تنتقل الخرافات من جيل إلى آخر كجزء من الهوية الشعبية.
  3. الصدف والتجارب الشخصية: عندما تتطابق خرافة ما مع تجربة حدثت فعلاً، يعزز ذلك الإيمان بها.
  4. الخوف من المجهول: البعض يفضل تصديق ما يسمعه بدل مواجهة حقيقة أنه لا يمكن تفسير كل شيء.

كيف نتعامل مع هذه الخرافات؟

ليس من الضروري أن نهاجم كل شخص يصدق بخرافة ما، لكن يمكننا أن:

  • نطرح الأسئلة: “هل فعلاً هناك دليل؟”
  • نشارك معلومات موثوقة بطريقة لبقة.
  • نستخدم القصص الواقعية والتجارب العلمية لنوضّح الفرق بين المعلومة والخرافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى